الشاطىء رملى فى معظم أحواله و صخرى فى بقية الأجزاء ..
ثمة موجة صغيرة قادمة من أعماق البحر و تتجه نحو الشاطىء .. فتحت الموجة فمها المائى و أرادت أن تتنهد أو تتأوه أو تشارك أحدا فى مشاعرها لعلها تزيح هذا الهم الجاثم على صدرها .
و لكن كل الأمواج كانت مشغولة بنفسها و ليس لديها وقت تضيعه .. و زاد قلق الموجة الصغيرة .
كانت تقترب من الشاطىء فتزيد مخاوفها .. إن الشاطىء يعنى الموت بالنسبة لها .. سوف تصل إليه فتتكسر و تتبدد على الرمال و تتحول إلى زبد ابيض و تفقد لونها الأزرق الصافى , و بهذا يسدل الستار على حياة الموجة .
تبطأت الموجة و هى تقترب من الشاطىء , و لاحظت موجة ضخمة ..هدا الموقف ..فقالت للموجة الصغيرة : -هل تعبتى ؟! هل ترغبين فى مساعدة؟! هل تحسين بدوار البحر ؟! قالت الموجة الصغيرة : لست متعبة . - ماذا أعتراك إذن؟! قالت الموجة الصغيرة : إننى قلقة لأقتراب الشاطىء ,ألا يعنى هذا النهاية ؟! أبتسمت الموجة الضخمة ثم عادت إلى العبوس و أرتقت مياة البحر ثم عادت تنخفض .. أخيرا تكلمت الموجة الكبيرة و قالت للموجة الصغيرة : -لست وحدك ..أنت جزء من البحر .. و البحر جزء من المحيط ..ستعودين إلى البحر الذى تبددتى عند شاطئه .. أنت خائفة من الموت و ليس هناك موت يعنى النهاية , هناك ميلاد فى صورة جديدة .. أنت اليوم جزء من المحيط و غذا تصبحين جزءا من السحاب و ربما تسقطين على جبل و تقع و تتحولين إلى ندف من الثلج و ربما تحولت فى الربيع إلى مياة تسقى زهرة وحيدة فى الجبل ,, لا تفكرى فى الموت كنهاية ,كما يظن بعض البشر ، إنما هو بدء جديد فى صورة لا يعرفها المبتدأ و لا يحيط بها الخبر ..
SKANDAR23 مشرف
عدد المساهمات : 539 نقاط التميز : 622 تاريخ التسجيل : 24/05/2010