.. الصــمــت رسالة انصات للوجــود .. ""
( .. الصمت هو العلم الأصعب في زمن الكلام .. )
المقدمة ..~
الصمت شعور فريد ,, قد يوصل ماعجز اللسان عن إيصاله .. عندما يلامس أطراف المكان فإن الجميع يلجم عن الكلام ..
ربما يكون ذلك احتراماً ,, وربما توجساً من الآخر الذي سمح لمارد الصمت بالتسلل للمكان ..
عند صمتك فإنك تتقن لغة جهِلها الآخرون .. تفردت بإيقاع خاص ..
كأنك تجد طعمها في فمك .. قطعة من الشهد ,, أو زلالاً بارداً من معين صافٍ ..
انها بحق لغة الحوارات الحديثة ..!!
قالوا عن الصمت ..~
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
"إذا تم العقل نقص الكلام"، وقال: "بكثرة الصمت تكون الهيبة".
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
"يا بني اذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر انت بحسن صمتك"
لقمان
" الصمت فن عظيم من فنون الكلام"
وليم هنريت
"لابد أحياناً من لزوم الصمت ليسمعنا الآخرون"
جلاسكو
"اذا قلت المحال رفعت صوتي واذا قلت اليقين اطلت همسي"
أبو العلاء المعري
"يجدر بالمرء أن يتوقف عن الكلام حين يهز المستمع إليه رأسه موافقا من دون أن يقول شيئا"
هنري كيسنجر
الموسيقى والباليه والمعارض الفنية كلها فنون من الصمت. فأنت ترى وتنصت ولا تقول شيئاً. إنها أروع حالات الصمت والتأمل"
أنيس منصور
"الصمت أكثر ثراءا من الكلام، نحن نتكلم حينما يفيض بنا الصمت"
أحمد تيمور
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم * إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف * وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسود تُخشى وهي صامتة * والكلب يخسى لعمري وهو نباح
الشـــــافعي
عندما تقتل روح الامل الوديعة التي ولدت بالامس يتحدث الصمت ..~
لطالما تأملت تلك الحكمة القائلة "" اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ""
أتسائل هل يجدر بي أن اسكت واكتم في الخاطر .. واعتبر ذلك مجرد شوكة داست عليها الأقدام دون أن تتأذى ..
بقيت أقلبها في عقلي تقليب الدرة في اليد .. فوجدتها في أوج البيان .. وقمة الفصاحة ..
فعندما نسعى الى اختيار الكلمات ,, واصطفاء الكلمات ,, وانتقاء الجمل ..
ونكثر من الهذر والحشو ..
فإن لغة الصمت ,, لغة العيون ,, تكفل لنا أكثر من ذلك ,, وتوصل لك ماعجزت عنه أحجار الكلام من إيصاله ..
لانها الكلمة التي تستعصي على الشفاة الكلام بها ..
لانها موسيقى رائعة ولكنها تُعزف على أوتار مقطوعة ..!!
تعلّم أن تبقي فمك مقفلا أحيانا !
هناك حكاية قرأتها أعجبتني سأحكيها لكم
هي حكاية حدثت فيما مضى من الزمان :
يحكى أنّ ثلاثة أشخاص حكم عليهم بالإعدام بالمقصلة ، وهم ( عالم دين - محامي - فيزيائي )
وعند لحظة الإعدام تقدّم ( عالم الدين ) ووضعوا رأسه تحت المقصلة ، وسألوه :
( هل هناك كلمة أخيرة توّد قولها ؟ )
فقال ( عالم الدين ) : الله ...الله.. الله... هو من سينقذني
وعند ذلك أنزلوا المقصلة ، فنزلت المقصلة وعندما وصلت لرأس عالم الدين
توقفت .
فتعجّب النّاس ، وقالوا : أطلقوا سراح عالم الدين فقد قال الله كلمته . ونجا عالم الدين .
وجاء دور المحامي إلى المقصلة ..
فسألوه : هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها ؟
فقال : أنا لا أعرف الله كعالم الدين ، ولكن أعرف أكثر عن العدالة ،
العدالة ..العدالة ..العدالة هي من سينقذني .
ونزلت المقصلة على رأس المحامي ، وعندما وصلت لرأسه توقفت ..
فتعجّب النّاس ، وقالوا : أطلقوا سراح المحامي ، فقد قالت العدالة كلمتها ، ونجا المحامي
وأخيرا جاء دور الفيزيائي ..
فسألوه : هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها ؟
فقال : أنا لا أعرف الله كعالم الدين ، ولا أعرف العدالة كالمحامي ، ولكنّي
أعرف أنّ هناك عقدة في حبل المقصلة تمنع المقصلة من النزول
فنظروا للمقصلة ووجدوا فعلا عقدة تمنع المقصلة من النزول ، فأصلحوا العقدة
وانزلوا المقصلة على رأس الفيزيائي وقطع رأسه .
وهكذا من الأفضل أن تبقي فمك مقفلا أحيانا ، حتى وإن كنت تعرف الحقيقة .
الصمت
رقصة حرب لم تبدأ بعد ..
قد يكون الكثير يفضل أن يغلي غضباً ,, ويصرخ ناقماً .. بزعم أنه يتخلص من شحنة السخط التي تعتريه ..××
لكنه لاحيلة له .. بل هو مثل الأسير في قيده ,, لاينفعه غضبه من هذا القيد ..
لِمَ لم نجرب أن يخيم الصمت على حياتنا .. وندعه يتسلل للمكان ..××
بالتأكيد سيغسل الصمت كل حيطان القلب .. ويبعثر ماتبقى من جروح الكلام ..
ستجد التفكير بهدوء .. واتخاذ القرار بترويّ ..
ستجد غيضاً يلوح في عيون من حولك
لذلك فالصمت
إجآبة بارعة لايتقنها الكثيرون
عذرا على الاطاااله
فهذا
ممـا راق لي