من وحي القلم

من وحي القلم
هاهو القلم يجري حبره كما يجري نهر يسلك في مجاريه المعتادة ويقتحم صدر صفحة بيضاء يواريها سواد المداد ويعلمها فن الاحتراق ,ويبعث باقات أشواق سندسية من أعماق الوجدان ,هاهو القلم إذا الأكثر بوحا والأكثر ألما وجرحا يوقع نوتان النفس المتعبة في هذا الربيع .
دمي حبر يجري في عروقي ووصالي كلمات كلها عاشقة الجمال تسكن الحروف فيا .. ففي البداية كانت الكلمات كلمة صداقتنا وأخوتنا دونوا بها أشعارهم وخلدوا بها روائع قصائدهم فلا تلوميني يا صديقتي إن تصرفت بهذا الشكل واستعملت حروفي تصلك هناك سفير .
هاهو الحمام يرفرف ويصنع سربا من حكايا القلب المتيم بالنفس الطيبة ... ففي البدء كانت الصدفة ..وعلى متر مسافات ومسافات حملك القدر هناك وحطا بي أنا هنا ’فكونت أجمل صورة لفكري المتعب من كثرة الخيبات والمرهق لكثرة الصدمات ’وها نحن رغما عنا نعيش التناقضات ورغما عن نرتكب بعض الحماقات والهفوات أيضا,هي دنيانا امتلأت فهل من دواء من بلايا العصر لقد مر زمن ومرت معه حكايات ألف ليلة وليلة وحكايتي مع الزمن سترويها لكم شهرزاد ......وأسفي أنا قلبي اليوم نار تزداد ذروتها كلما تذكرت أنني عشت أحلاما وهمية وسرابا واقطف من حقله أشواك الصبار وبقايا عيدان محترقة ..مرمية على حافة طريق في زقاق المدن القديمة .
MB18