في البداية لا ينكر أحد لا من قريب ولا من بعيد العلاقة الوثيقة التي تكونت بين المنتخب الوطني ( الطاقم الفني واللاعبين) وانصاره ، أساسها الانتماء للوطن واسعاد كل الشعب الجزائري والوقوف في صف واحد، و رغم أن هذه الرابطة التي تكونت لم تأخذ الا الجزء اليسير من الوقت وفي فترة قياسية ، نسجت خيوطها تدريجيا مع مرور الوقت وتوالي المباريات لتكون خاتمتها ملحمة السودان ، حين هب الانصار لنصرة منتخبهم غير مبالين بالتحديات والصعاب... علاقة من القليل أن نرى نظيرها في تاريخ الفرق والمنتخبات ،كيف لا وقد دفع الانصار والمنتخب كليهما ضريبة غالية بالدماء والدموع مجتمعين معا لتحقيق هذا التأهل ، عربون المحبة هذا الذي قدمه الأنصار كان لايستحق ردا من اللاعبين الا تحقيق التأهل ولا غير، ليزداد العشق بين الاثنين رسوخا وثبوتا.... فلاعجب أن نرى أن غياب أحد من الذين صنعوا هذه الملحمة.. لموشية- بوعزة - غيلاس- رحو -زاوي قد أثر فينا جميعا لأننا عاطفيون جدا ونحن الذين نعرف معنى التضحية و ليس كغيرنا، لكنها كرة القدم لا تعترف
الا بالواقعية والجاهزية بدنيا وذهنيا وفنيا
لكن كان وقع غياب نغني عن المونديال الأكثر وقعا...لماذا...؟؟؟؟
لأننا نحن الجزائريون فتحنا أعيننا على أن كرة القدم فن جميل وسمفونية تعزف في الميدان
بأقدام اللاعبين ، ترعرعنا على ألحان الكثير من المميزين عبر تاريخنا الكروي
حتى أننا نستمتع بفنيات المباريات أكثر من مما نفهم وندخل في دوامة الخطط التكتيكية
وبعد العقم الذي أصاب كرتنا وعجزت أن تنجب خليفة بلومي وماجر وعصاد الا بعض الاستثناءات
أقبل علينا .. زيدان الصغير... لكنه كان كبيرا بشخصيته وهدوء طبعه وحبه لألوان وطنه
ليعيد لنا لوحات من لوحات الزمن الجميل ، وكنا ننتظر المشاهدة والاستمتاع بكل ذلك في المونديال
لكنها كرة القدم لا تعترف بالأماني ولا بتحقيق ما يطلبه المشاهدون والمناصرون
ليكون غياب مغني آخر ما كنا نتوقعه
الكل يخشى من هاجس واحد هو لعنة الاصابات ، وكم شهد تاريخ كأس العالم من غياب نجوم
كانت ستسطع في سماء المونديال
لكنه القدر الذي سمح بغياب النجوم لتظهر نجوم جديدة تتلألأ وتبدع
وندعوا الله أن يظهر نجومنا ويصنعوا الحدث ، لتصدق المقولة الشهيرة
مراد لم يكن لاعبا فقط بل كان انسانا له مميزات افتقدناها كثيرا في لاعبي المنتخب في فتراته المتعاقبة لقد تمنيننا أن نجد مثله في ملاعبنا.. ليس في فنياته ومهاراته فقط ، فربما تجد لاعبين موهوبين لكن سوء أخلاقهم وتصرفاتهم الطائشة عجلت بغياب نجمهم وخفوت نورهم في الميادين مراد جسد بحق المقولة القائلة الرياضة أخلاق قبل كل شي لقد أحببنا فيه أخلاقه وتواضعه وتفانيه في العمل واحترافيته الكبيرة في الميدان وخارجه لكنها أقدار الله وكل لاعب معرض للاصابة والغياب عن أكبر المحافل الرياضية وقد شهدنا وسنشهد الغياب للكثير من الأسماء الكبيرة عن المونديال والحمد لله أن المنتخب الوطني يتوفر على زمرة من اللاعبين بامكانهم تقديم الاضافة وسد الغياب وعزاؤنا الوحيد أن مراد مازال ضمن تعداد المنتخب مستقبلا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [size=16]غياب مغني عن المونديال ليس نهاية اللاعب الفنان بل سيعود للمنافسة باذن الله [size=16] مباشرة بعد نهاية كاس العالم للمشاركة في تصفيات كاس افريقيا ، ما يحزنني ليس هو تأثير هذا الغياب عن مستوى الفريق الوطني ، بل لدى سعدان عدة خيارات وبدائل ان أحسن المدرب استغلال امكانياتها ، واغتنموا فرصة التواجد في الميدان[/size]
بامكانهم تقديم مانصبوا اليه جميعا بحول الله بل ضياع فرصة لللاعب للبروز وتغيير فريقه لازيو الى فريق آخر يعطيه فرصة اللعب.... لكننا متأكدون أن مغني بأخلاقه وروحه العالية التي أظهرها لتخطي الاصابة ستكون حافزا له للتألق في المنتخب الوطني وفريقه الايطالي لاحقا بحول الله وما حدث له لم يكن سوى استراحة المحارب