Prince of Love مشرف
عدد المساهمات : 4426 نقاط التميز : 5026 تاريخ التسجيل : 28/05/2010 العمر : 29
| موضوع: مجموعة قصائد لنزار قبانى ( من الروائع) السبت 1 يناير - 17:51 | |
|
في مدح سيد الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
وأرقـــــت وحــــدي والأنــــام .. نــيــامُ
ورد الـجـمـيع ومــن سـنـاك .. تــزودوا وطــردت عــن نـبـع الـسـنا .. وأقـاموا
ومُـنـعتُ حـتـى أن أحــومَ ولـم .. اكـدْ وتـقـطعت نـفـسي عـلـيك .. وحـامـوا
قصدوك وامتدحوا ودوني أغلقت ,,, أبواب مدحك فالحروف .. عقامُ
ـ أدنو فأذكر ما جنيت فأنثنــــي ,,, خجلاً تضيق بحملي .. الأقدامُ
ـ وِزْرِي يكبّلني ويخرسني الأسى ,,, فيموت في طرف اللسان .. كلامُ
ـ يمّمت نحوك يا حبيب الله فـــي ,,, شوق تقض مضاجعي الآثامُ
ـ يا من ولدت فأشرقت بربوعنا ,,, نفحات نورك وانجلى .. الإظلامُ
أأعود ظمآن وغيري يرتـــــــوي ,,, أيرد عن حوض النبي .. هيامُ
كيف الدخول إلى رحاب المصطفى ,, , والنفس حيرى والذنوب .. جسامُ
ـ ماذا أقول وألف ألف قصيدة ,,, عصماء قبلي سطرت .. أقلامُ
ـ مدحوك ما بلغوا برغم ولائهم ,,, أسوار مجدك فالدنو .. لمامُ
ـ حتى وقفت أمام قبرك باكياً ,,, فتدفق الإحساس .. والإلهامُ
ـ يا ملء روحي وهج حبك في دمي ,,, قبس يضيء سريرتي .. وزمامُ
ـ حوربت لم تخضع ولم تخشَ العدى ,, , من يحمه الرحمن كيف .. يضامُ
ـ وملأت هذا الكون نوراً فاختفت ,,, صور الظلام وقوّضت .. أصنامُ
ـ الحزن يملأ يا حبيب جوارحي ,, , فالمسلمون عن الطريق تعاموا
ـ والذل خيّم فالنفوس كئيبة ,,, وعلى الكبار تطاول .. الأقزامُ
ـ الحزن أصبح خبزنا.. فسماؤنا ,,, شجن وطعم صباحنا .. أسقامُ
ـ أنى اتجهت ففي العيون غشاوة ,,, وعلى القلوب من الظلام .. ركامُ
ـ يا طيبة الخيراتِ ذلّ المسلمون ولا مجير وضيّعت .. أحلامُ
ـ يغضون أن سلب الغريب ديارهم ,,, وعلى القريب شذى التراب حرامُ
ـ باتوا أسارى حيرة تمزق ,,, فكأنهم بين الورى .. أغنامُ
ـ ناموا فنام الذل فوق جفونهم ,,, لا غرو ضاع الحزم والإقدامُ
ـ ودنوت مذهولا أسيراً لا أرى ,,, حيران يلجم شعري .. الإحجامُ
إختاري إني خيَّرتُكِ فاختاري ما بينَ الموتِ على صدري.. أو فوقَ دفاترِ أشعاري.. إختاري الحبَّ.. أو اللاحبَّ فجُبنٌ ألا تختاري.. لا توجدُ منطقةٌ وسطى ما بينَ الجنّةِ والنارِ.. إرمي أوراقكِ كاملةً.. وسأرضى عن أيِّ قرارِ.. قولي. إنفعلي. إنفجري لا تقفي مثلَ المسمارِ.. لا يمكنُ أن أبقى أبداً كالقشّةِ تحتَ الأمطارِ إختاري قدراً بين اثنينِ وما أعنفَها أقداري.. مُرهقةٌ أنتِ.. وخائفةٌ وطويلٌ جداً.. مشواري غوصي في البحرِ.. أو ابتعدي لا بحرٌ من غيرِ دوارِ.. الحبُّ مواجهةٌ كبرى إبحارٌ ضدَّ التيارِ صَلبٌ.. وعذابٌ.. ودموعٌ ورحيلٌ بينَ الأقمارِ.. يقتُلني جبنُكِ يا امرأةً تتسلى من خلفِ ستارِ.. إني لا أؤمنُ في حبٍّ.. لا يحملُ نزقَ الثوارِ.. لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ لا يضربُ مثلَ الإعصارِ.. آهٍ.. لو حبُّكِ يبلعُني يقلعُني.. مثلَ الإعصارِ.. إنّي خيرتك.. فاختاري ما بينَ الموتِ على صدري أو فوقَ دفاترِ أشعاري لا توجدُ منطقةٌ وسطى ما بينَ الجنّةِ والنّارِ..
إغضب
إغضبْ كما تشاءُ.. واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ حطّم أواني الزّهرِ والمرايا هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا.. فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ.. كلُّ ما تقولهُ سواءُ.. فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا.. إغضبْ! فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ إغضب! فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ.. كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً.. فإنَّ قلبي دائماً غفورُ إغضب! فلنْ أجيبَ بالتحدّي فأنتَ طفلٌ عابثٌ.. يملؤهُ الغرورُ.. وكيفَ من صغارها.. تنتقمُ الطيورُ؟ إذهبْ.. إذا يوماً مللتَ منّي.. واتهمِ الأقدارَ واتّهمني.. أما أنا فإني.. سأكتفي بدمعي وحزني.. فالصمتُ كبرياءُ والحزنُ كبرياءُ إذهبْ.. إذا أتعبكَ البقاءُ.. فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ.. وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني.. فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ.. فأنتَ في حياتيَ الهواءُ.. وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ.. إغضبْ كما تشاءُ واذهبْ كما تشاءُ واذهبْ.. متى تشاءُ لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...
أيظن؟ أَيَـظُـنُّ أنِّـي لُعبَـةٌ بيَدَيْـهِ ؟ أنـا لا أفَكِّـرُ بالرّجـوعِ إليـهِ اليومَ عادَ .. كأنَّ شـيئاً لم يكُـنْ وبراءةُ الأطـفالِ في عَـيْنيْهِ ... ليقـولَ لي : إنِّي رفيقـةُ دربِـهِ وبأنّني الحـبُّ الوحيـدُ لَدَيْـهِ.. حَمَلَ الزّهورَ إليَّ .. كيـفَ أرُدُّهُ وصِبَايَ مرسـومٌ على شَـفَتَيْهِ ؟ ما عدْتُ أذكُرُ، والحرائقُ في دَمي كيـفَ التجَـأْتُ أنا إلى زَنْدَيْـهِ خبَّأتُ رأسـي عنـدَهُ ... وكأنّني طفـلٌ أعـادوهُ إلـى أبَوَيْـهِ .. حـتّى فسـاتيني التي أهملتُـها فَرحَتْ بهِ .. رَقَصَتْ على قَدَمَيْهِ سـامَحتُهُ.. وسـألتُ عن أخبارِهِ وبكيـتُ سـاعاتٍ على كَتِفَيْـهِ وبدونِ أن أدري تركتُ له يـدي لتنامَ كالعصفـورِ بيـنَ يَدَيـْهِ .. ونَسيتُ حقدي كُلَّهُ فـي لَحظَـةٍ مَن قالَ إنّي قد حَقَـدْتُ عليهِ ؟ كَم قُلتُ إنّي غيـرُ عائـدَةٍ لـهُ ورَجعتُ .. ما أحلى الرّجوعَ إليهِ
رسالة إلى رجل ما يا سيّدي العزيزْ .. هذا خِطابُ امرأةٍ حمقاءْ .. هلْ كتبَتْ إليكَ قبلي امرأةٌ حمقاءْ ؟ إسمي أنا ؟ دَعْنا منَ الأسماءْ رانيةٌ ، أم زينبٌ ، أم هندُ ، أم هيفاءْ أسخفُ ما نحملُهُ ، يا سيّدي ، الأسماءْ 2 يا سيّدي ! أخافُ أن أقولَ ما لديَّ من أشياءْ أخافُ ـ لو فعلتُ ـ أن تحترقَ السّماءْ فشرقُكم يا سيّدي العزيزْ يصادرُ الرسائلَ الزرقاءْ يصادرُ الأحلامَ من خزائنِ النساءْ يمارسُ الحَجْرَ على عواطفِ النساءْ يستعملُ السّكينَ .. والسّاطورَ .. كي يخاطبَ النساءْ .. ويذبحُ الربيعَ ، والأشواقَ ، والضفائرَ السوداءْ وشرقُكم يا سيّدي العزيزْ يصنعُ تاجَ الشرفِ الرفيعِ .. من جماجمِ النساءْ .. 3 لا تنتَقِدْني سيّدي .. إنْ كانَ خَطّي سيّئاً .. فإنّني أكتبُ .. والسيّافُ خلفَ بابي وخارجَ الحُجرةِ صوتُ الريحِ والكلابِ يا سيّدي ! عنترةُ العبسيُّ خلفَ بابي يذبحُني .. إذا رأى خِطابي يقطعُ رأسي .. لو رأى الشفّافَ من ثيابي .. يقطعُ رأسي .. لو أنا عبَّرْتُ عن عذابي .. فشرقُكمْ يا سيّدي العزيزْ يحاصرُ المرأةَ بالحرابِ .. وشرقُكم ، يا سيّدي العزيزْ يبايعُ الرجالَ أنبياءً ويطمرُ النساءَ في التُّرابِ ..
4 لا تنزعجْ ! يا سيّدي العزيزَ .. من سُطوري لا تنزعجْ ! إذا كسرتُ القُمْقُمَ المسدودَ من عصورِ إذا نزعتُ خاتمَ الرصاصِ عن ضميري إذا أنا هربتُ من أقبيةِ الحريمِ في القصورِ . إذا تمرَّدْتُ على موتي . على قبري . على جذوري والمسلخِ الكبيرِ .. لا تنزعجْ يا سيّدي إذا أنا كشفتُ عن شعوري فالرجلُ الشرقيُّ .. لا يهتمُّ بالشِّعرِ ولا الشُّعورِ الرجلُ الشرقيُّ ـ واغفرْ جُرْأتي ـ لا يفهمُ المرأةَ إلا داخلَ السريرِ .. 5 معذرةً يا سيّدي إذا تطاولْتُ على مملكةِ الرجالِ فالأدبُ الكبيرُ ـ طبعاً ـ أدبُ الرجالِ والحبُّ كان دائماً .. من حِصَّةِ الرجالِ .. والجنسُ كانَ دائماً مُخَدَّراً يُباعُ للرجالِ خُرافَةٌ حُريّةُ النساءِ في بلادِنا فليسَ من حُريّةٍ أخرى سِوى حُريّةُ الرجالِ .. يا سيّدي ! قُل كلَّ ما تريدُه عنّي .. فلنْ أُبالي سطحيّةٌ .. غبيّةٌ .. مجنونةٌ .. بلهاءْ .. فلم أعُدْ أُبالي لأنَّ مَن تكتبُ عن همومِها في منطقِ الرجالِ ، تُدعى امرأةً حمقاءْ ألمْ أقُلْ في أوَّلِ الخطاب .. إنّي امرأةٌ حمقاءْ ..
رسالة من تحت الماء.
إن كنتَ صديقي.. ساعِدني كَي أرحَلَ عَنك.. أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني كَي أُشفى منك لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً ما أحببت لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً ما أبحرت.. لو أنِّي أعرفُ خاتمتي ما كنتُ بَدأت... إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني أن لا أشتاق علِّمني كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق علِّمني كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق علِّمني كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني من هذا اليَمّ.. فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق وأنا ما عندي تجربةٌ في الحُبِّ .. ولا عندي زَورَق إن كُنتُ أعزُّ عليكَ فَخُذ بيديّ فأنا عاشِقَةٌ من رأسي حتَّى قَدَمَيّ إني أتنفَّسُ تحتَ الماء.. إنّي أغرق.. أغرق.. أغرق..
رسالة من سيدة حاقدة
" لا تَدخُلي .." وسَدَدْتَ في وجهي الطريقَ بمرفَقَيْكْ وزعمْتَ لي .. أنَّ الرّفاقَ أتوا إليكْ .. أهمُ الرفاقُ أتوا إليكْ ؟ أم أنَّ سيِّدةً لديكْ تحتلُّ بعديَ ساعدَيكْ ؟ وصرختَ مُحتدِماً : قِفي ! والريحُ تمضغُ معطفي والذلُّ يكسو موقفي لا تعتذِر يا نَذلُ . لا تتأسَّفِ .. أنا لستُ آسِفَةً عليكْ لكنْ على قلبي الوفي قلبي الذي لم تعرفِ .. ماذا ؟ لو انَّكَ يا دَني .. أخبرتَني أنّي انتهى أمري لديكْ .. فجميعُ ما وَشْوَشْتَني أيّامَ كُنتَ تُحِبُّني من أنّني .. بيتُ الفراشةِ مسكني وغَدي انفراطُ السّوسَنِ .. أنكرتَهُ أصلاً كما أنكَرتَني .. لا تعتذِرْ .. فالإثمُ يَحصُدُ حاجبَيكْ وخطوطُ أحمرِها تصيحُ بوجنتَيكْ ورباطُك المشدوهُ .. يفضحُ ما لديكَ .. ومَنْ لديكْ .. يا مَنْ وقفتُ دَمي عليكْ وذلَلتَني، ونَفضتَني كذُبابةٍ عن عارضَيكْ ودعوتَ سيِّدةً إليكْ وأهنتَني .. مِن بعدِ ما كُنتُ الضياءَ بناظريكْ
إنّي أراها في جوارِ الموقدِ أخَذَتْ هنالكَ مقعدي .. في الرُّكنِ .. ذاتِ المقعدِ وأراكَ تمنحُها يَداً مثلوجةً .. ذاتَ اليدِ .. ستردِّدُ القصص التي أسمعتَني .. ولسوفَ تخبرُها بما أخبرتَني .. وسترفعُ الكأسَ التي جَرَّعتَني كأساً بها سمَّمتَني حتّى إذا عادَتْ إليكْ لترُودَ موعدَها الهني .. أخبرتَها أنَّ الرّفاقَ أتوا إليكْ .. وأضعتَ رونَقَها كما ضَيَّعتَني ..
قارئة الفنجان جَلَسَت والخوفُ بعينيها تتأمَّلُ فنجاني المقلوب قالت: يا ولدي.. لا تَحزَن فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب يا ولدي، قد ماتَ شهيداً من ماتَ على دينِ المحبوب فنجانك دنيا مرعبةٌ وحياتُكَ أسفارٌ وحروب.. ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي.. وتموتُ كثيراً يا ولدي وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض.. وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب بحياتك يا ولدي امرأةٌ عيناها، سبحانَ المعبود فمُها مرسومٌ كالعنقود ضحكتُها موسيقى و ورود لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ.. وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي نائمةٌ في قصرٍ مرصود والقصرُ كبيرٌ يا ولدي وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ.. من يدخُلُ حُجرتها مفقود.. من يطلبُ يَدَها.. من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود من حاولَ فكَّ ضفائرها.. يا ولدي.. مفقودٌ.. مفقود بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً لكنّي.. لم أقرأ أبداً فنجاناً يشبهُ فنجانك لم أعرف أبداً يا ولدي.. أحزاناً تشبهُ أحزانك مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر وتَظلَّ وحيداً كالأصداف وتظلَّ حزيناً كالصفصاف مقدوركَ أن تمضي أبداً.. في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ... وترجعُ كالملكِ المخلوع..
مع جريدة أخرجَ من معطفهِ الجريده.. وعلبةَ الثقابِ ودون أن يلاحظَ اضطرابي.. ودونما اهتمامِ تناولَ السكَّرَ من أمامي.. ذوَّب في الفنجانِ قطعتين ذوَّبني.. ذوَّب قطعتين وبعدَ لحظتين ودونَ أن يراني ويعرفَ الشوقَ الذي اعتراني.. تناولَ المعطفَ من أمامي وغابَ في الزحامِ مخلَّفاً وراءه.. الجريده وحيدةً مثلي أنا.. وحيده
كلمات يُسمعني.. حـينَ يراقصُني كلماتٍ ليست كالكلمات يأخذني من تحـتِ ذراعي يزرعني في إحدى الغيمات والمطـرُ الأسـودُ في عيني يتساقـطُ زخاتٍ.. زخات يحملـني معـهُ.. يحملـني لمسـاءٍ ورديِ الشُـرفـات وأنا.. كالطفلـةِ في يـدهِ كالريشةِ تحملها النسمـات يحمـلُ لي سبعـةَ أقمـارٍ بيديـهِ وحُزمـةَ أغنيـات يهديني شمسـاً.. يهـديني صيفاً.. وقطيـعَ سنونوَّات يخـبرني.. أني تحفتـهُ وأساوي آلافَ النجمات و بأنـي كنـزٌ... وبأني أجملُ ما شاهدَ من لوحات يروي أشيـاءَ تدوخـني تنسيني المرقصَ والخطوات كلماتٍ تقلـبُ تاريخي تجعلني امرأةً في لحظـات يبني لي قصـراً من وهـمٍ لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات وأعودُ.. أعودُ لطـاولـتي لا شيءَ معي.. إلا كلماتْ
قولي أحبك قولي "أحُبكَ" كي تزيدَ وسامتي فبغيرِ حبّكِ لا أكـونُ جميـلا قولي "أحبكَ" كي تصيرَ أصابعي ذهباً... وتصبحَ جبهتي قنـديلا قـولي "أحبكَ" كي يتمَّ تحـولي فأصيرُ قمحاً... أو أصيرُ نخيـلا الآنَ قوليهـا... ولا تتـردّدي بعضُ الهوى لا يقبلُ التأجيـلا قولي "أحبكَ" كي تزيدَ قداستي ويصيـرَ شعري في الهوى إنجيلا سأغيّرُ التقويمَ لـو أحببتـني أمحو فصولاً أو أضيفُ فصولا وسينتهي العصرُ القديمُ على يدي وأقيـمُ مملكـةَ النسـاءِ بديـلا قولي "أحبكَ" كي تصيرَ قصائدي مـائيـةً... وكتابتي تنـزيـلا مـلكٌ أنا.. لو تصبحينَ حبيبتي أغزو الشموسَ مراكباً وخيولا
القدس بكيت.. حتى انتهت الدموع صليت.. حتى ذابت الشموع ركعت.. حتى ملّني الركوع سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول حزينةٌ حجارةُ الشوارع حزينةٌ مآذنُ الجوامع يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟ صبيحةَ الآحاد.. من يحملُ الألعابَ للأولاد؟ في ليلةِ الميلاد.. يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان من يوقفُ العدوان؟ عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديان من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران؟ من ينقذُ الإنجيل؟ من ينقذُ القرآن؟ من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟ من ينقذُ الإنسان؟ يا قدسُ.. يا مدينتي يا قدسُ.. يا حبيبتي غداً.. غداً.. سيزهر الليمون وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون وتضحكُ العيون.. وترجعُ الحمائمُ المهاجرة.. إلى السقوفِ الطاهره ويرجعُ الأطفالُ يلعبون ويلتقي الآباءُ والبنون على رباك الزاهرة.. يا بلدي.. يا بلد السلام والزيتون
الى رجل متى ستعرف كم أهواك
متى ستعرف كم أهواك يا أملاً ابيع من اجله الدنيا وما فيها لو تطلب البحر في عينيك اسكبه او تطلب الشمس في كفيك ارميها
انا احبك فوق الغيم اكتبها وللعصافير والاشجار احكيها انا احبك فوق الماء الا اله الا اللهها وللعناقيد والاقداح اسقيها
انا احبك... حاول ان تساعدني فان من بدء المأساة ينهيها وان من فتح الابواب يغلقها وان من اشعل النيران يطفيها
يامن يدخن في صمت ويتركني في البحر ارفع مرساتي والقيها
الا تراني ببحر الحب غارقة والموج يصنع آمالي ويرميها
كفاك تلعب دور العاشقين معي وتنتقي كلمات لست تعنيها كم اخترعت مكاتيباً سترسلها واسعدتني ورود سوف تهديها
وكم ذهبت لوعد لا وجود له وكم حلمت بأثواب ساشريها وكم تمنيت لو للرقص تطلبني وحيرتني ذراعي اين القيها؟
ارجع الى فان الارض واقفة كأنما الارض فرت من ثوانيها ارجع فبعدك لا عقد البسه ولا لمست عطوري في اوانيها
ارجع كما انت ... صحواً كنت او مطراً فما حياتي انا ... ان لم تكن فيها.
[center]يدكِ
يدكِ التي حطت على كتفي كحمامة نزلت لكي تشرب عندي تساوي آلف أمنية يا ليتها تبقى ولا تذهب الشمس نائمة على كتفي قبلتها آلف ولم اتعب
تلك الجميلة كيف ارفضها من يرفض السكنى على كوكب قولي لها تمضي برحلتها فلها جميع ما ترغب تلك الجميلة كيف أقنعها آني بها معجب
يدك الصغيرة طفلة هربت ماذا أقول لطفلة تلعب أنا ساهر و معي يد امرأة بيضاء هل أشهى وهل أطيب
القرار
أني عشقتك يوم اتخذت قراري فلمن اقدم يا ترى أعذاري لا سلطه في الحب تعلو سلطتي فالرأي رائي والخيار خياري هذه أحاسيسي فلا تتدخلي أرجوكي بين البحر والبحاري ماذا أخاف ... ماذا أخاف وأنا المحيط .... وأنتي من انهاري وأنا النساء جعلتهن خواتم لأصابعي وكواكب لمداري خليكي صامته ولا تتكلمي فأنا أدير مع النساء حواري وأنا الذي أعطي مراسيم الهوى للواقفات أمام باب مزاري وأنا أرتب دولتي وخرائطي وأنا الذي اختار لون بحاري انا في الهوى متحكماً متسلطاً في كل عشقاً نكهة استعماري ف استسلمي لئرادتي ومشيئتي واستقبلي بطفولة امطاري إن كان عندي ما أقول فسأقوله للواحد القهاري عيناكي وحدهما هما شرعيتي ومراكبي وصديقتي ومساري إن كان لي وطنا فوجهك موطني أو كان لي داراً فحبك داري يا أنتي يا سلطانتي ومليكتي يا كوكبي البحرية يا عشتاري أنى احبكي دون أي تحفظاً أعيش فيكي ولادتيودماري أني اقترفتكي عامداً متعمداً وان كنتي عاراً يا لروعت عاري ماذا أخاف ...ومن أخاف انا الذي نام الزمان على صدى أوتاري وأنا مفاتيح القصيدة في يدي من قبل بشاراً ومن مهيارِ وأنا جعلت الشعر خبزاً ساخناً وجعلته ثمراً على الأشجارِ سافرت في بحر النساء ولم أزل من يومها مقطوعة أخباري من ذا يقاضيني وأنتي قضيتي ورصيف أحلامي ... وضوء نهاري من ذا يهددني وأنتي حضارتي...وثقافتي وكتابتي ... ومناري أني استقلت من القبائل كلها وتركت خلفي خيمتي وغباري هم يرفضون طفولتي وأنا ارفض مدائن الفخاري كل القبائل لا تريد نسائها إن يكتشفً الحب في أشعاري كل السلاطين الذين عرفتهم قطعو يديا وصادرو أشعاري لكنني قاتلتهم وقتلتهم ومررت بالتاريخ كالإعصاري أسقطت بالكلمات آلف خليفة وحفرت بالكلمات آلف جداري يا صغيرتي إن السفينة أبحرت فتكوني كا حمامة بجواري ما عاد ينفعكي البكاء والأسى فقد عشقتكي واتخذت قراري يدكِ
يدكِ التي حطت على كتفي كحمامة نزلت لكي تشرب عندي تساوي آلف أمنية يا ليتها تبقى ولا تذهب الشمس نائمة على كتفي قبلتها آلف ولم اتعب
تلك الجميلة كيف ارفضها من يرفض السكنى على كوكب قولي لها تمضي برحلتها فلها جميع ما ترغب تلك الجميلة كيف أقنعها آني بها معجب
يدك الصغيرة طفلة هربت ماذا أقول لطفلة تلعب أنا ساهر و معي يد امرأة بيضاء هل أشهى وهل أطيب
مدرسة الحب
علمني حبك إن احزن وأنا محتاج منذ عصور لآمرة تجعلني احزن لأمراه ابكي فوق ذراعيها مثل العصفور لأمراه تجمع أجزائي كشظايا البلور المكسور علمني حبك سيدتي أسوء عادات علمني افتح فنجاني في الليلة آلاف المرات وأجرب طب العطارين واطرق باب العرافات علمني أن اخرج من بيتي لأمشط أرصفة الطرقات وأطارد وجهك في الأمطار وفي أضواء السيارات والملم من عينيكِ ملاين النجمات يا امرأة دوخت الدنيا يا وجعي يا وجع النايات أدخلني حبك سيدتي مدن الأحزان وأنا من قبلك لم ادخل مدن الأحزان لم اعرف أبدا أن الدمع هو الإنسان أن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان علمني حبك أن أتصرف كالصبيان أن ارسم وجهك بالطبشور على الحيطان يا امرأة قلبت تاريخي آني مذبوح فيكِ من الشريان إلى الشريان علمني حبك كيف الحب يغير خارطة الأزمان علمني حين أحب تكف الأرض عن الدوران علمني حبك أشياء ما كانت أبدا في الحسبان فقرات أقاصيص الأطفال دخلت قصور ملوك الجان وحلمت بان تتزوجني بنت السلطان تلك العيناها أصفى من ماء الخلجان تلك الشفتاها أشهى من زهر الرمان وحلمت باني اخطفها مثل الفرسان وحلمت باني اهديها أطواق اللؤلؤ والمرجان علمني حبك يا سيدتي ما الهذيان علمني كيف يمر العمر ولا تأتى بنت السلطان ..
يوميات امرأة
لماذا في مدينتنا ؟ نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟ ونسرق من شقوق الباب موعدنا ونستعطي الرسائل والمشاويرا لماذا في مدينتنا ؟ يصيدون العواطف والعصافيرا لماذا نحن قصديرا ؟ وما يبقى من الإنسان حين يصير قصديرا ؟ لماذا نحن مزدوجون إحساسا وتفكيرا ؟ لماذا نحن ارضيون .. تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟ لماذا أهل بلدتنا ؟ يمزقهم تناقضهم ففي ساعات يقظتهم يسبون الضفائر والتنانيرا وحين الليل يطويهم يضمون التصاويرا أسائل نفسي دائماً لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟ لكل الناس كل الناس مثل أشعة الفجر لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟ ومثل الماء في النهر ومثل الغيم ، والأمطار ، والأعشاب والزهر أليس الحب للإنسان عمراً داخل العمر ؟ لماذا لايكون الحب في بلدي ؟ طبيعياً كلقيا الثغر بالثغر ومنساباً كما شعري على ظهري لماذا لا يحب الناس في لين ويسر ؟ كما الأسماك في البحر كما الأقمار في أفلاكها تجري لماذا لا يكون الحب في بلدي ضرورياً كديوان من الشعر انا نهدي في صدري كعصفورين قد ماتا من الحر كقديسين شرقيين متهمين بالكفر كم اضطهدا وكم رقدا على الجمر وكم رفضا مصيرهما وكم ثارا على القهر وكم قطعا لجامهما وكم هربا من القبر متى سيفك قيدهما متى ؟ يا ليتني ادري نزلت إلى حديقتنا ازور ربيعها الراجع عجنت ترابها بيدي حضنت حشيشها الطالع رأيت شجيرة الدراق تلبس ثوبها الفاقع رأيت الطير محتفلاً بعودة طيره الساجع رأيت المقعد الخشبي مثل الناسك الراجع سقطت عليه باكية كأني مركب ضائع احتى الأرض ياربي ؟ تعبر عن مشاعرها بشكل بارع ... بارع احتى الأرض ياربي لها يوم .. تحب فيه .. تبوح به .. تضم حبيبها الراجع وفوق العشب من حولي لها سبب .. لها الدافع فليس الزنبق الفارع وليس الحقل ، ليس النحل ليس الجدول النابع سوى كلمات هذى الأرض .. غير حديثها الرائع أحس بداخلي بعثاً يمزق قشرتي عني ويدفعني لان أعدو مع الأطفال في الشارع أريد.. أريد.. كايه زهرة في الروض تفتح جفنها الدامع كايه نحله في الحقل تمنح شهدها النافع أريد.. أريد أن أحيا بكل خليه مني مفاتن هذه الدنيا بمخمل ليلها الواسع وبرد شتائها اللاذع أريد.. أريد أن أحيا بكل حرارة الواقع بكل حماقة الواقع يعود أخي من الماخور ... عند الفجر سكرانا ... يعود .. كأنه السلطان .. من سماه سلطانا ؟ ويبقى في عيون الأهل أجملنا ... وأغلانا .. ويبقى في ثياب العهر اطهرنا ... وأنقانا يعود أخي من الماخور مثل الديك .. نشوانا فسبحان الذي سواه من ضوء ومن فحم رخيص نحن سوانا وسبحان الذي يمحو خطاياه ولا يمحو خطايانا تخيف أبي مراهقتي يدق لها طبول الذعر والخطر يقاومها يقاوم رغوة الخلجان يلعن جراة المطر يقاوم دونما جدوى مرور النسغ في الذهر أبي يشقى إذا سالت رياح الصيف عن شعري ويشقى إن رأى نهداي يرتفعان في كبر ويغتسلان كالأطفال تحت أشعه القمر فما ذنبي وذنبهما هما مني هما قدري متى يأتي ترى بطلي لقد خبأت في صدري له ، زوجا من الحجل وقد خبأت في ثغري له ، كوزا من العسل متى يأتي على فرس له ، مجدولة الخصل ليخطفني ليكسر باب معتقلي فمنذ طفولتي وأنا أمد على شبابيكي حبال الشوق والأمل واجدل شعري الذهبي كي يصعد على خصلاته .. بطلي يروعني .. شحوب شقيقتي الكبرى هي الأخرى تعاني ما أعانيه تعيش الساعة الصفرا تعاني عقده سوداء تعصر قلبها عصرا قطار الحسن مر بها ولم يترك سوى الذكرى ولم يترك من النهدين إلا الليف والقشرا لقد بدأت سفينتها تغوص .. وتلمس القعرا أراقبها وقد جلست بركن ، تصلح الشعرا تصففه .. وتخربه وترسل زفرة حرى تلوب .. تلوب .. في الردهات مثل ذبابة حيرى وتقبح في محارتها كنهر .. لم يجد مجرى سأكتب عن صديقاتي فقصه كل واحده أرى فيها .. أرى ذاتي ومأساة كمأساتي سأكتب عن صديقاتي عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات عند الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات عن الأبواب لا تفتح عن الرغبات وهي بمهدها تذبح عن الحلمات تحت حريرها تنبح عن الزنزانة الكبرى وعن جدارنها السود وعن آلاف .. آلاف الشهيداتِ دفن بغير أسماء بمقبرة التقاليد صديقاتي دمى ملفوفة بالقطن داخل متحف مغلق نقود صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق وأوعيه من البلور مات فراشها الأزرق بلا خوف سأكتب عن صديقاتي عن الأغلال دامية بأقدام الجميلات عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضرعات عن الأشواق تدفن في المخدات عن الدوران في اللاشيء عن موت الهنيهات صديقاتي رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات سبايا في حريم الشرق موتى غير أموات يعشن ، يمتن مثل الفطر في جوف الزجاجات صديقاتي طيور في مغائرها تموت بغير أصوات خلوت اليوم ساعات إلى جسدي أفكر في قضاياه أليس هو الثاني قضاياه ؟ وجنته وحماه ؟ لقد أهملته زمنا ولم اعبا بشكواه نظرت إليه في شغف نظرت إليه من أحلى زواياه لمست قبابه البيضاء غابته ومرعاه إن لوني حليبي كان الفجر قطره وصفاه أسفت لا نه جسدي أسفت على ملاسته وثرت على مصممه ، وعاجنه وناحته رثيت له لهذا الوحش يأكل من وسادته لهذا الطفل ليس تنام عيناه نزعت غلالتي عني رأيت الظل يخرج من مراياه رأيت النهر كالعصفور ... لم يتعب جناحاه تحرر من قطيفته ومزق عنه " تفتاه " حزنت انا لمرآه لماذا الله كوره ودوره .. وسواه ؟ لماذا الله أشقاني بفتنته .. وأشقاه ؟ وعلقه بأعلى الصدر جرحاً .. لست أنساه لماذا يستبد ابي ؟ ويرهقني بسلطته .. وينظر لي كانيه كسطر في جريدته ويحرص على أن أظل له كأني بعض ثروته وان أبقى بجانبه ككرسي بحجرته أيكفي أنني ابنته أني من سلالته أيطعمني أبي خبزاً ؟ أيغمرني بنعمته ؟ كفرت انا .. بمال أبي بلؤلؤة ... بفضته أبي لم ينتبه يوماً إلى جسدي .. وثورته أبي رجل أناني مريض في محبته مريض في تعنته يثور إذا رأى صدري تمادى في استدارته يثور إذا رأى رجلاً يقرب من حديقته أبي ... لن يمنع التفاح عن إكمال دورته سيأتي ألف عصفور ليسرق من حديقته على كراستي الزرقاء .. استلقي يمريه وابسط فوقها في فرح وعفوية أمشط فوقها شعري وارمي كل أثوابي الحريرية أنام , أفيق , عارية .. أسير .. أسير حافية على صفحات أوراقي السماوية على كراستي الزرقاء استرخي على كيفي واهرب من أفاعي الجنس والإرهاب .. والخوف .. واصرخ ملء حنجرتي انا امرأة .. انا امرأة انا انسانة حية أيا مدن التوابيت الرخامية على كراستي الزرقاء تسقط كل أقنعتي الحضارية ولا يبقى سوى نهدي تكوم فوق أغطيتي كشمس استوائية ولا يبقى سوى جسدي يعبر عن مشاعره بلهجته البدائية ولا يبقى .. ولا يبقى .. سوى الأنثى الحقيقة صباح اليوم فاجأني دليل أنوثتي الأول كتمت تمزقي وأخذت ارقب روعة الجدول واتبع موجه الذهبي اتبعه ولا أسال هنا .. أحجار ياقوت وكنز لألي مهمل هنا .. نافورة جذلى هنا .. جسر من المخمل ..هنا سفن من التوليب ترجوا الأجمل الأجمل هنا .. حبر بغير يد هنا .. جرح ولا مقتل أأخجل منه .. هل بحر بعزة موجه يخجل ؟ انا للخصب مصدره وأنا يده وأنا المغزل ...
بلقيـس
شُكراً لكم ..
شُكراً لكم . .
فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ
وقصيدتي اغْتِيلتْ ..
وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ ..
- إلا نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟
بلقيسُ ...
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
بلقيسُ ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ ..
بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى ..
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
يا نَيْنَوَى الخضراءَ ..
يا غجريَّتي الشقراءَ ..
يا أمواجَ دجلةَ . .
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا
أحلى الخلاخِلْ ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
تلكَ التي
تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
وثعالبٌ قَتَـلَتْ ثعالبْ ..
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
تأوي ملايينُ الكواكبْ ..
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.
بلقيسُ ..
تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..
وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..
فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ
ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ
حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..
تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ
ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..
على الستائرِ ..
والمقاعدِ ..
والأوَاني ..
ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..
من الخواتم تطْلَعِينَ ..
من القصيدة تطْلَعِينَ ..
من الشُّمُوعِ ..
من الكُؤُوسِ ..
من النبيذ الأُرْجُواني ..
بلقيسُ ..
يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..
في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..
وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..
تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..
فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..
هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟
بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..
وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..
وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...
بلقيسُ :
أسألكِ السماحَ ، فربَّما
كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..
إنّي لأعرفُ جَيّداً ..
أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ
أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!
نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ
فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..
والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ
سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..
تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..
وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ
تقرأُ عنكِ . . أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...
وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..
أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
القصيدة الدمشقية
هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي
لسـالَ منهُ عناقيـدٌ.. وتفـّاحُ
و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم
سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا
وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني
و للمـآذنِ.. كالأشجارِ.. أرواحُ
للياسمـينِ حقـوقٌ في منازلنـا..
وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا
فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ
ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاحُ
هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغـتي
فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها
حتّى أغازلها... والشعـرُ مفتـاحُ
أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً
فهل تسامحُ هيفاءٌ ..ووضّـاحُ؟
خمسونَ عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ..
فوقَ المحيطِ.. وما في الأفقِ مصباحُ
تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها..
وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ
أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي
حتى يفتّـحَ نوّارٌ... وقـدّاحُ
ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟
أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
والشعرُ.. ماذا سيبقى من أصالتهِ؟
إذا تولاهُ نصَّـابٌ ... ومـدّاحُ؟
وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟
وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟ حملت شعري على ظهري فأتبِعني
ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟
( يتبع ) [size=29]يدكِ
يدكِ التي حطت على كتفي كحمامة نزلت لكي تشرب عندي تساوي آلف أمنية يا ليتها تبقى ولا تذهب الشمس نائمة على كتفي قبلتها آلف ولم اتعب
تلك الجميلة كيف ارفضها من يرفض السكنى على كوكب قولي لها تمضي برحلتها فلها جميع ما ترغب تلك الجميلة كيف أقنعها آني بها معجب
يدك الصغيرة طفلة هربت ماذا أقول لطفلة تلعب أنا ساهر و معي يد امرأة بيضاء هل أشهى وهل أطيب
القرار
أني عشقتك يوم اتخذت قراري فلمن اقدم يا ترى أعذاري لا سلطه في الحب تعلو سلطتي فالرأي رائي والخيار خياري هذه أحاسيسي فلا تتدخلي أرجوكي بين البحر والبحاري ماذا أخاف ... ماذا أخاف وأنا المحيط .... وأنتي من انهاري وأنا النساء جعلتهن خواتم لأصابعي وكواكب لمداري خليكي صامته ولا تتكلمي فأنا أدير مع النساء حواري وأنا الذي أعطي مراسيم الهوى للواقفات أمام باب مزاري وأنا أرتب دولتي وخرائطي وأنا الذي اختار لون بحاري انا في الهوى متحكماً متسلطاً في كل عشقاً نكهة استعماري ف استسلمي لئرادتي ومشيئتي واستقبلي بطفولة امطاري إن كان عندي ما أقول فسأقوله للواحد القهاري عيناكي وحدهما هما شرعيتي ومراكبي وصديقتي ومساري إن كان لي وطنا فوجهك موطني أو كان لي داراً فحبك داري يا أنتي يا سلطانتي ومليكتي يا كوكبي البحرية يا عشتاري أنى احبكي دون أي تحفظاً أعيش فيكي ولادتيودماري أني اقترفتكي عامداً متعمداً وان كنتي عاراً يا لروعت عاري ماذا أخاف ...ومن أخاف انا الذي نام الزمان على صدى أوتاري وأنا مفاتيح القصيدة في يدي من قبل بشاراً ومن مهيارِ وأنا جعلت الشعر خبزاً ساخناً وجعلته ثمراً على الأشجارِ سافرت في بحر النساء ولم أزل من يومها مقطوعة أخباري من ذا يقاضيني وأنتي قضيتي ورصيف أحلامي ... وضوء نهاري من ذا يهددني وأنتي حضارتي...وثقافتي وكتابتي ... ومناري أني استقلت من القبائل كلها وتركت خلفي خيمتي وغباري هم يرفضون طفولتي وأنا ارفض مدائن الفخاري كل القبائل لا تريد نسائها إن يكتشفً الحب في أشعاري كل السلاطين الذين عرفتهم قطعو يديا وصادرو أشعاري لكنني قاتلتهم وقتلتهم ومررت بالتاريخ كالإعصاري أسقطت بالكلمات آلف خليفة وحفرت بالكلمات آلف جداري يا صغيرتي إن السفينة أبحرت فتكوني كا حمامة بجواري ما عاد ينفعكي البكاء والأسى فقد عشقتكي واتخذت قراري يدكِ
يدكِ التي حطت على كتفي كحمامة نزلت لكي تشرب عندي تساوي آلف أمنية يا ليتها تبقى ولا تذهب الشمس نائمة على كتفي قبلتها آلف ولم اتعب
تلك الجميلة كيف ارفضها من يرفض السكنى على كوكب قولي لها تمضي برحلتها فلها جميع ما ترغب تلك الجميلة كيف أقنعها آني بها معجب
يدك الصغيرة طفلة هربت ماذا أقول لطفلة تلعب أنا ساهر و معي يد امرأة بيضاء هل أشهى وهل أطيب
مدرسة الحب
علمني حبك إن احزن وأنا محتاج منذ عصور لآمرة تجعلني احزن لأمراه ابكي فوق ذراعيها مثل العصفور لأمراه تجمع أجزائي كشظايا البلور المكسور علمني حبك سيدتي أسوء عادات علمني افتح فنجاني في الليلة آلاف المرات وأجرب طب العطارين واطرق باب العرافات علمني أن اخرج من بيتي لأمشط أرصفة الطرقات وأطارد وجهك في الأمطار وفي أضواء السيارات والملم من عينيكِ ملاين النجمات يا امرأة دوخت الدنيا يا وجعي يا وجع النايات أدخلني حبك سيدتي مدن الأحزان وأنا من قبلك لم ادخل مدن الأحزان لم اعرف أبدا أن الدمع هو الإنسان أن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان علمني حبك أن أتصرف كالصبيان أن ارسم وجهك بالطبشور على الحيطان يا امرأة قلبت تاريخي آني مذبوح فيكِ من الشريان إلى الشريان علمني حبك كيف الحب يغير خارطة الأزمان علمني حين أحب تكف الأرض عن الدوران علمني حبك أشياء ما كانت أبدا في الحسبان فقرات أقاصيص الأطفال دخلت قصور ملوك الجان وحلمت بان تتزوجني بنت السلطان تلك العيناها أصفى من ماء الخلجان تلك الشفتاها أشهى من زهر الرمان وحلمت باني اخطفها مثل الفرسان وحلمت باني اهديها أطواق اللؤلؤ والمرجان علمني حبك يا سيدتي ما الهذيان علمني كيف يمر العمر ولا تأتى بنت السلطان ..
يوميات امرأة
لماذا في مدينتنا ؟ نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟ ونسرق من شقوق الباب موعدنا ونستعطي الرسائل والمشاويرا لماذا في مدينتنا ؟ يصيدون العواطف والعصافيرا لماذا نحن قصديرا ؟ وما يبقى من الإنسان حين يصير قصديرا ؟ لماذا نحن مزدوجون إحساسا وتفكيرا ؟ لماذا نحن ارضيون .. تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟ لماذا أهل بلدتنا ؟ يمزقهم تناقضهم ففي ساعات يقظتهم يسبون الضفائر والتنانيرا وحين الليل يطويهم يضمون التصاويرا أسائل نفسي دائماً لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟ لكل الناس كل الناس مثل أشعة الفجر لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟ ومثل الماء في النهر ومثل الغيم ، والأمطار ، والأعشاب والزهر أليس الحب للإنسان عمراً داخل العمر ؟ لماذا لايكون الحب في بلدي ؟ طبيعياً كلقيا الثغر بالثغر ومنساباً كما شعري على ظهري لماذا لا يحب الناس في لين ويسر ؟ كما الأسماك في البحر كما الأقمار في أفلاكها تجري لماذا لا يكون الحب في بلدي ضرورياً كديوان من الشعر انا نهدي في صدري كعصفورين قد ماتا من الحر كقديسين شرقيين متهمين بالكفر كم اضطهدا وكم رقدا على الجمر وكم رفضا مصيرهما وكم ثارا على القهر وكم قطعا لجامهما وكم هربا من القبر متى سيفك قيدهما متى ؟ يا ليتني ادري نزلت إلى حديقتنا ازور ربيعها الراجع عجنت ترابها بيدي حضنت حشيشها الطالع رأيت شجيرة الدراق تلبس ثوبها الفاقع رأيت الطير محتفلاً بعودة طيره الساجع رأيت المقعد الخشبي مثل الناسك الراجع سقطت عليه باكية كأني مركب ضائع احتى الأرض ياربي ؟ تعبر عن مشاعرها بشكل بارع ... بارع احتى الأرض ياربي لها يوم .. تحب فيه .. تبوح به .. تضم حبيبها الراجع وفوق العشب من حولي لها سبب .. لها الدافع فليس الزنبق الفارع وليس الحقل ، ليس النحل ليس الجدول النابع سوى كلمات هذى الأرض .. غير حديثها الرائع أحس بداخلي بعثاً يمزق قشرتي عني ويدفعني لان أعدو مع الأطفال في الشارع أريد.. أريد.. كايه زهرة في الروض تفتح جفنها الدامع كايه نحله في الحقل تمنح شهدها النافع أريد.. أريد أن أحيا بكل خليه مني مفاتن هذه الدنيا بمخمل ليلها الواسع وبرد شتائها اللاذع أريد.. أريد أن أحيا بكل حرارة الواقع بكل حماقة الواقع يعود أخي من الماخور ... عند الفجر سكرانا ... يعود .. كأنه السلطان .. من سماه سلطانا ؟ ويبقى في عيون الأهل أجملنا ... وأغلانا .. ويبقى في ثياب العهر اطهرنا ... وأنقانا يعود أخي من الماخور مثل الديك .. نشوانا فسبحان الذي سواه من ضوء ومن فحم رخيص نحن سوانا وسبحان الذي يمحو خطاياه ولا يمحو خطايانا تخيف أبي مراهقتي يدق لها طبول الذعر والخطر يقاومها يقاوم رغوة الخلجان يلعن جراة المطر يقاوم دونما جدوى مرور النسغ في الذهر أبي يشقى إذا سالت رياح الصيف عن شعري ويشقى إن رأى نهداي يرتفعان في كبر ويغتسلان كالأطفال تحت أشعه القمر فما ذنبي وذنبهما هما مني هما قدري متى يأتي ترى بطلي لقد خبأت في صدري له ، زوجا من الحجل وقد خبأت في ثغري له ، كوزا من العسل متى يأتي على فرس له ، مجدولة الخصل ليخطفني ليكسر باب معتقلي فمنذ طفولتي وأنا أمد على شبابيكي حبال الشوق والأمل واجدل شعري الذهبي كي يصعد على خصلاته .. بطلي يروعني .. شحوب شقيقتي الكبرى هي الأخرى تعاني ما أعانيه تعيش الساعة الصفرا تعاني عقده سوداء تعصر قلبها عصرا قطار الحسن مر بها ولم يترك سوى الذكرى ولم يترك من النهدين إلا الليف والقشرا لقد بدأت سفينتها تغوص .. وتلمس القعرا أراقبها وقد جلست بركن ، تصلح الشعرا تصففه .. وتخربه وترسل زفرة حرى تلوب .. تلوب .. في الردهات مثل ذبابة حيرى وتقبح في محارتها كنهر .. لم يجد مجرى سأكتب عن صديقاتي فقصه كل واحده أرى فيها .. أرى ذاتي ومأساة كمأساتي سأكتب عن صديقاتي عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات عند الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات عن الأبواب لا تفتح عن الرغبات وهي بمهدها تذبح عن الحلمات تحت حريرها تنبح عن الزنزانة الكبرى وعن جدارنها السود وعن آلاف .. آلاف الشهيداتِ دفن بغير أسماء بمقبرة التقاليد صديقاتي دمى ملفوفة بالقطن داخل متحف مغلق نقود صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق وأوعيه من البلور مات فراشها الأزرق بلا خوف سأكتب عن صديقاتي عن الأغلال دامية بأقدام الجميلات عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضرعات عن الأشواق تدفن في المخدات عن الدوران في اللاشيء عن موت الهنيهات صديقاتي رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات سبايا في حريم الشرق موتى غير أموات يعشن ، يمتن مثل الفطر في جوف الزجاجات صديقاتي طيور في مغائرها تموت بغير أصوات خلوت اليوم ساعات إلى جسدي أفكر في قضاياه أليس هو الثاني قضاياه ؟ وجنته وحماه ؟ لقد أهملته زمنا ولم اعبا بشكواه نظرت إليه في شغف نظرت إليه من أحلى زواياه لمست قبابه البيضاء غابته ومرعاه إن لوني حليبي كان الفجر قطره وصفاه أسفت لا نه جسدي أسفت على ملاسته وثرت على مصممه ، وعاجنه وناحته رثيت له لهذا الوحش يأكل من وسادته لهذا الطفل ليس تنام عيناه نزعت غلالتي عني رأيت الظل يخرج من مراياه رأيت النهر كالعصفور ... لم يتعب جناحاه تحرر من قطيفته ومزق عنه " تفتاه " حزنت انا لمرآه لماذا الله كوره ودوره .. وسواه ؟ لماذا الله أشقاني بفتنته .. وأشقاه ؟ وعلقه بأعلى الصدر جرحاً .. لست أنساه لماذا يستبد ابي ؟ ويرهقني بسلطته .. وينظر لي كانيه كسطر في جريدته ويحرص على أن أظل له كأني بعض ثروته وان أبقى بجانبه ككرسي بحجرته أيكفي أنني ابنته أني من سلالته أيطعمني أبي خبزاً ؟ أيغمرني بنعمته ؟ كفرت انا .. بمال أبي بلؤلؤة ... بفضته أبي لم ينتبه يوماً إلى جسدي .. وثورته أبي رجل أناني مريض في محبته مريض في تعنته يثور إذا رأى صدري تمادى في استدارته يثور إذا رأى رجلاً يقرب من حديقته أبي ... لن يمنع التفاح عن إكمال دورته سيأتي ألف عصفور ليسرق من حديقته على كراستي الزرقاء .. استلقي يمريه وابسط فوقها في فرح وعفوية أمشط فوقها شعري وارمي كل أثوابي الحريرية أنام , أفيق , عارية .. أسير .. أسير حافية على صفحات أوراقي السماوية على كراستي الزرقاء استرخي على كيفي واهرب من أفاعي الجنس والإرهاب .. والخوف .. واصرخ ملء حنجرتي انا امرأة .. انا امرأة انا انسانة حية أيا مدن التوابيت الرخامية على كراستي الزرقاء تسقط كل أقنعتي الحضارية ولا يبقى سوى نهدي تكوم فوق أغطيتي كشمس استوائية ولا يبقى سوى جسدي يعبر عن مشاعره بلهجته البدائية ولا يبقى .. ولا يبقى .. سوى الأنثى الحقيقة صباح اليوم فاجأني دليل أنوثتي الأول كتمت تمزقي وأخذت ارقب روعة الجدول واتبع موجه الذهبي اتبعه ولا أسال هنا .. أحجار ياقوت وكنز لألي مهمل هنا .. نافورة جذلى هنا .. جسر من المخمل ..هنا سفن من التوليب ترجوا الأجمل الأجمل هنا .. حبر بغير يد هنا .. جرح ولا مقتل أأخجل منه .. هل بحر بعزة موجه يخجل ؟ انا للخصب مصدره وأنا يده وأنا المغزل ...
بلقيـس
شُكراً لكم ..
شُكراً لكم . .
فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ
وقصيدتي اغْتِيلتْ ..
وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ ..
- إلا نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟
بلقيسُ ...
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
بلقيسُ ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ ..
بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى ..
من بعد شَعْرِ | |
|
المايسترو مشرف
عدد المساهمات : 1589 نقاط التميز : 1902 تاريخ التسجيل : 14/12/2010 العمر : 33 الموقع : الدبيلة
| موضوع: رد: مجموعة قصائد لنزار قبانى ( من الروائع) السبت 1 يناير - 18:01 | |
| | |
|
Prince of Love مشرف
عدد المساهمات : 4426 نقاط التميز : 5026 تاريخ التسجيل : 28/05/2010 العمر : 29
| موضوع: رد: مجموعة قصائد لنزار قبانى ( من الروائع) السبت 1 يناير - 18:18 | |
| | |
|