لكَ في ذاكرتي ألف عُرس .. و لونُ حِداد .. ألُمُّ بقايا صوتُك فـ تتشكَّل أصداؤه أنيناً و هديلاً .. ترحلُ دوماً .. وأعرف أن لابدَّ أن تعود .. أيُّها النَابضُ في كلِّ الأشياء ..
عيناكَ حُزنٌ شفيفٌ .. يتسكّع على أرصفة البوح .. ولا ينحني ..! وللحظات تمارسُ كِبريائها . . فيحطُّ صوتك المُتعب على راحتي دموعاً ..
لستَ تُدرك لهفتي .. أن أسُدّّ مسامعكَ بأدمُعي .. ولستَ تدري أن نزفك في مِحراب حناني . . ناراً توجع .. ولكن .. تُطهِّرني بـ الفرح ..! وأعودُ راعيةً بدائية الطيبة والشراسه . . أرعى عُشبَ عينيكَ .. بـ نزفِ روحي ..
من أينَ آتي بـ أشرعةِ البَوح ..! الهواءُ البارد يُثقل الروحَ بالاشتياق .. وللمطر طعمُ النزف .. و بلحظةٍ مذهله .. تحنو السماء و تنمحي أنامل الغمام على وجه من تحب ..
تتقيأني الساعات ..تُسلمني بقرف سجانة عجوز للجرح الآتي .. عيناكَ مدى قَدسيّ مُستباح . . وسنابل قلبي تُدمن الانكسار .. وتنحني جذوة القلب للمسات البرد .. و أنتَّ يا أنتّْ .. تمتدُّ هناك باتساع الجرح في الأعماق .. تتكسر أواني العمر ..
وتذوي بين الضلوع رغبة الاستمرار .. تَطِلُّ من خاصرة الأُفق أفعَى العبث . . تُلوح خريطة العُمر موشاةً بـ التعب
أيّها الموغِل في الأعماق .. لحظات فقدِك وخزاتٌ تستفزُّ القلب للنزف .. تتشكل بلون البحر .. وللبحر رائحة الأشياء مجتمعه .. أُكوِّمُ فكرةَ رحيلك .. أقذفُها .. تُشرنقُني من الداخل .. تشتعِلُ ألسنة اللهب على ضفاف الجرح .. وتموتُ سريعاً جُذوة الحياة في عيون الفرح ..
ويا أنتّْ .. لا شيء يستطيع اِغتيالكَ في داخلي ..! من يستلُّ المدى المُرصع بالرؤى و البهاء .. من جسد البحر ..! انهُ المُستحيل الوحيد في هذه الفوضى اللاهثة ..!
حبيبي .. وبعد .. كيفَ أرُدُّ تفتُقَ الحنين في جنبات الروح اليك ..؟ وان لاح في آخر العمرِ ظلٌّ لوجهك .. كيف لا أنسى دمي .. و نزفي اليكَ بكل الجِراح ..